المدونه

رحلة من المعرفة لا تنتهى

التسويف: كيفية التغلب على عادة تأجيل المهام

التسويف: كيفية التغلب على عادة تأجيل المهام

التسويف هو عادة يعاني منها الكثيرون في حياتهم اليومية. إنه عملية تأجيل المهام وتأخير القيام بها رغم معرفتنا بأهميتها. قد يكون التسويف مصدرًا للإجهاد والقلق وعرقلة التقدم الشخصي والمهني.

لذلك من المهم أن نتعرف على أسباب التسويف وطرق التغلب على هذه العادة السلبية والبدء في تحقيق الإنجازات والنجاحات المستحقة

فهم اسباب التسويف

أولا، لنتحدث عن بعض الأسباب التي تدفع الناس إلى التسويف. وفقا للباحث جيسون ويسيل، هناك أربعة عوامل نفسية تؤثر على تحفيزنا لإنجاز المهام

 التوقع:

هو مدى ثقتنا في قدرتنا على إتمام المهمة بنجاح. إذا كان التوقع منخفضاً، فإننا نشعر بالخوف والقلق والانزعاج، ونميل إلى تجنب المهمة

إدراك التأخير:

هو مدى وعينا بالزمن اللازم لإتمام المهمة. إذا كان إدراك التأخير ضعيفاً، فإننا نضيع الوقت في المشتتات والأولويات الثانوية، ولا نشعر بالضغط أو الحاجة للإسراع

الأهمية:

هي قيمة المهمة بالنسبة لنا ولأهدافنا. إذا كانت الأهمية منخفضة، فإننا نشعر باللامبالاة والفتور، ولا نجد دافعية للقيام بالمهمة

التفكير فوق المعرفي:

هو قدرتنا على مراقبة أفكارنا ومشاعرنا وسلوكاتنا. إذا كان التفكير فوق المعرفي ضعيفاً، فإننا نستسلم للاندفاعات والانغماسات، ولا نستطيع تصحيح أخطائنا أو تحدي أفكارنا السلبية

طرق التغلب على التسويف

ثانيًا، لنتحدث عن بعض الطرق التي تساعدنا في التخلص من التسويف. يقترح ويسيل  استخدام أربعة أسئلة بسيطة تستهدف العوامل الأربعة المذكورة أعلاه

تحديد الأهداف والمهام

ما هي احتمالية إتمام هذه المهمة؟ هذا السؤال يهدف إلى زيادة التوقع من خلال تذكير نفسك بالأسباب والأدلة التي تثبت قدرتك على إتمام المهمة

كم من الزمن سأستغرق في إتمام هذه المهمة؟ هذا السؤال يهدف إلى زيادة إدراك التأخير من خلال تقدير الوقت اللازم لإتمام المهمة وتحديد موعد نهائي واقعي

ما هي أهمية هذه المهمة بالنسبة لي؟ هذا السؤال يهدف إلى زيادة الأهمية من خلال ربط المهمة بأهدافك وقيمك ورغباتك

ما هي الأفكار والمشاعر التي تمنعني من البدء في هذه المهمة؟ هذا السؤال يهدف إلى زيادة التفكير فوق المعرفي من خلال تحليل وتحدي الأفكار والمشاعر السلبية التي تعطلك عن العمل

إذا أجبت على هذه الأسئلة بصراحة ووضوح، فستجد نفسك أكثر استعداداً وحماساً للقيام بالمهام التي تواجهك. كما يمكنك استخدام بعض الإستراتيجيات الأخرى للتغلب على التسويف، مثل

تحديد الأولويات:

 يجب عليك أن ترتب أولوياتك بشكل جيد، وذلك بتقسيم المهام إلى مجموعات حسب درجة أهميتها وصعوبتها. يمكنك استخدام مصفوفة أيزنهاور

(Eisenhower Matrix)

لفرز المهام إلى أربع فئات: 

 مهم وعاجل(Important and Urgent)

 مهم وغير عاجل(Important and Not Urgent)

 غير مهم وعاجل (Not Important and Urgent)

غير مهم وغير عاجل  (Not Important and Not Urgent)

ثم يجب عليك التركيز على إنجاز المهام المهمة والعاجلة أولاً، ثم المهام المهمة وليس العاجلة ثانياً، ثم تفويض أو تأجيل المهام غير المهمة والعاجلة ثالثاً، وأخيراً تجنب أو إزالة المهام غير المهمة وغير العاجلة

تقسيم المهام

- تقسيم المهام: يجب عليك أن تقسم المهام الكبيرة والصعبة إلى خطوات صغيرة وسهلة، وذلك لتسهيل إنجازها وتقليل شعورك بالإرهاق والضغط. يمكنك استخدام قائمة المراد إنجازه

(To-Do List)

 لتسجيل خطوات كل مهمة، والتأشير على كل خطوة تنفذها. هذا سيزيد من شعورك بالإنجاز والثقة بالنفس

التحفيز الذاتي

يجب عليك أن تحفز نفسك على إنجاز المهام، وذلك بتذكير نفسك بالفوائد والنتائج الإيجابية التي ستحصل عليها من إنجازها، وكذلك بالعواقب والنتائج السلبية التي ستواجهها من تأجيلها. يمكنك أيضاً استخدام بعض الحوافز والمكافآت لنفسك عند إنجاز كل مهمة أو خطوة، مثل الاسترخاء أو مشاهدة فيلم أو تناول وجبة شهية

إنشاء بيئة مناسبة للعمل

تغيير بيئتك أو جدولك لتجنب المشتتات والإغراءات التي تضعف تركيزك، مثل إغلاق هاتفك أو جهازك أو حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي أثناء العمل

الاستعانة بالاخرين

طلب المساعدة أو الدعم من الآخرين، مثل أصدقائك أو زملائك أو مشرفيك، لتشجيعك على العمل وتقديم النصائح والإرشادات

إذا اتبعت هذه الطرق والخطوات، فإنك ستتمكن من التغلب على التسويف والمماطلة، وستزيد من كفاءتك وإنتاجيتك، وستحسن من حياتك الشخصية والمهنية

إن التسويف ليس عادة سيئة لا يمكن التغلب عليها. بل هو سلوك يمكن تغييره بالإرادة والجهد. إذا استطعت فهم أسباب التسويف وطرق التغلب عليه، فستتمكن من تحسين حياتك في كافة المجالات. سأود أن أختتم مقالي بقول ديل كارنيجي: "إذا كان لديك مشروع صغير يستغرق دقائق قليلة فلا تضع له موعدًا، ابدأ في تنفيذه فورًا"

 

 

 

 

منصة تدريبكم تساعدكم علي تحقيق مشاريعكم, وتنمية القدرات العلمية, وزيادة المهارات العملية للمتدربين, والمسوقين للتفوق في سوق العمل الحر, وريادة الأعمال في كل مجال.